الرسام الكيني باسكال تشوما: الرسم "لحن ينبع من وجداني"

من طرف **Admin** الثلاثاء أبريل 29, 2014 8:28 pm

الرسام الكيني باسكال تشوما: الرسم "لحن ينبع من وجداني"

يتمتع الفنان الكيني باسكال تشوما بمهارات عالية في مختلف أساليب الرسم الحديثة التي أطلقها الرسام بيكاسو وآخرون من كبار الأسماء في مجال الفنون، لكن موهبة تشوما لم تتوقف عند هذا الحد، فقد أطلق أسلوبه الخاص المعروف بـ "أسلوب تشوما".

الرسام الكيني باسكال تشوما (إلى اليسار) يشرح للفنان الكوميدي دانييل ندامبوكي عن إحدى لوحاته المعروضة في مركز مايكل جوزيف في نيروبي. [أرشيف]
لوحة للفنان باسكال تشوما بعنوان "زيتية القمر". [أرشيف]
باسكال تشوما في مركز بوبيا للرسم الذي أسسه عام 2010 في نيروبي كاستوديو لعرض عمله وصقل مواهب الشباب في مجال الفنون. [أرشيف]
لوحة بعنوان "قائمة طعام اليوم" للفنان باسكال تشوما. تتنوع لوحات تشوما بين الأساليب الحديثة كالفن التكعيبي والتعبيري والواقعي، كما يتميز بأسلوبه الخاص المعروف بأسلوب تشوما. [أرشيف]

منذ أن كان صبيا يعيش في إحدى بلدات كينيا، وكان تشوما يحلم بأن يصبح فنانا. أما اليوم، فهو يجني رزقه من المشاركة بالمعارض الفنية وبيع لوحاته في نيروبي ومدن العالم. في العام 2010، افتتح تشوما مركز بوبيا للرسم في كينيا لصقل المواهب الشابة.
وتحدث تشوما خلال مقابلة مع صباحي إثر عودته من نيويورك حيث شارك في معرض أخير، عن كيفية تحقيق طموحاته الفنية وحصد ثمار جهده بتطويع لوحة الألوان والفرشاة واللوحة لنسج إبداعاته.
صباحي: حدثنا عن نفسك.
باسكال تشوما: ولدت قبل 29 عاما في بلدة كيسي غرب كينيا، حيث عشت حياة كباقي الأطفال في الريف. بدأ شغفي بالرسم حين كنت في الخامسة من العمر وتلميذا في المدرسة الابتدائية. بعد المدرسة الثانوية، تسجلت في معهد بوروبورو للفنون الرفيعة [بنيروبي] حيث صقلت مهاراتي في الرسم إلى مستوى احترافي. اعتمدت مع الوقت أساليب متنوعة تشمل الفن التكعيبي والتعبيري والواقعي والاعلامي المتنوع، إضافة إلى أسلوبي الخاص في الرسم وهو "أسلوب تشوما".
صباحي: لماذا ظهر اهتمامك بالرسم؟
تشوما: بدأ شغفي بالرسم في سن مبكرة، قبل أن يتم إلغاء مادة الرسم من المنهاج المدرسي مع حلول العام 2000. حين كنت أصغر سنا، كنت أرسم لأعبر عن هذا الشغف الداخلي. كنت أرى العالم من خلال الرسم، وهو ما يلامس وجداني وينعكس بتفكيري وفرشاتي.
صباحي: ماذا عن أسلوبك الخاص بالرسم؟
تشوما: اعتمدت تقنيات مختلفة بالرسم، لكنني تعلقت بشكل خاص بالأكريليك وسكينة لوحة الألوان. كل عمل فني هو نتيجة عملية فنية طويلة، فكل لوحة تولد خلال عملية بحث إبداعي، وكل لوحة هي تعبير عن العالم الداخلي للفنان.
كل لوحة من لوحاتي تتداخل فيها المزاجات والألوان والمشاعر. فأعمالي هي بالأساس تعبير عن الجمال والانسجام والروحانية بين العالمين الداخلي والخارجي. وكل لوحة تعكس مشاعري وحساسيتي وشغفي والألحان التي تناجي وجداني.
الفن الحقيقي يعيش ويستوحي اتجاهاته من انسانيتنا، وأعتقد أن الفن يساعد على التحرر من الظلم والاكتئاب.
صباحي: ما هي بعض إنجازاتك كفنان، هل لديك بعض اللوحات التي حققت نجاحا بارزا؟
تشوما: نعم، لدي بعض اللوحات المميزة التي وصلت لمحبي الفنون وهواة جمع اللوحات ليس فقط في كينيا، بل أيضا في دول أخرى. العام الماضي، بعت لوحة مقابل عشرة آلاف دولار [875 ألف شلن] في فيلاج ماركت بنيروبي.
معظم لوحاتي مستوحاة من حبي للحفاظ على الطبيعة والمرأة، وعادة ما أرسم عنها بأسلوبي الخاص الذي يعرف بـ"أسلوب تشوما". وقد ساعدني ذلك في رسم لوحات يتجاوب معها الجمهور كما المهتمين بشراء اللوحات الفنية على المستويين المحلي والعالمي.
صباحي: برأيك، هل يمكن للكينيين اختيار مهنة الرسم والعيش حياة كريمة؟
تشوما: قطعا نعم. فأنا شخصيا أجني رزقي من الرسم، أي أنني أستطيع أن أسدد فواتيري كلها بما أجنيه. وقد أطلقت مركز بوبيا للرسم منذ بضع سنوات كمكان يمكنني أن أعرض فيه أعمالي وأبيعها وأن أعطي بعض الدروس التمهيدية للشباب الموهوبين في الفنون.
وما دفعني إلى ذلك كان بالأساس إلغاء ساعات الرسم من المنهاج المدرسي، مما يعني أن الأطفال المهتمين بالفنون ما عاد باستطاعتهم الحصول على تدريب رسمي إلا في مرحلة لاحقة من حياتهم حين يتحولون إلى التعليم العالي.
وأعرف الكثير من الفنانين وبينهم أنا شخصيا، في أنحاء نيروبي وبلدات أخرى ممن يجنون رزقهم من خلال الرسم فقط.
صباحي: ما هي التحديات التي يواجهها الفنانون في كينيا وشرق أفريقيا؟
تشوما: إحدى أبرز المشاكل هي استغلال الوسطاء للفنانين. فالفنان لا يحصل على دعم الحكومة ومعظم الكينيين لا يقدرون الفنون، فيضطر الفنانون إلى بيع أعمالهم إلى الوسطاء.
كما أن هناك نقص كبير في الأماكن التي يمكن للفنانين عرض أعمالهم فيها، ويحتاج الفنان إلى الكثير من الوقت والجهد للوصول إلى زبائن محتملين.
صباحي: ماذا عن معارض الرسم التي ستشارك فيها؟
تشوما :عدت لتوي من نيويورك حيث شاركت في معرض القصة الابداعية في تموز/يوليو، وحيث التقيت بفنانين كبار من الولايات المتحدة وأوروبا. كانت تجربة مهمة جدا. وسأشارك في معارض أخرى محلية ومعرضا في نيو مكسيكو في آذار/مارس المقبل.
وأشعر بالسعادة لحصولي على دعوات المشاركة في المعارض التي تقام بمدن العالم لما لذلك من اعتراف بقيمة أعمالي.
منقوووووووووووووووووووووووووووول